التفاصيل
في شتاء عام 1930 تجد زليخة نفسها مع أبناء قريتها التترية في طريقهم إلى المجهول ؛ وحياة جديدة على ضفاف نهر أنغارا في سيبيريا . هؤلاء الناس سيعيشون لسنوات طويلة في المنفى الذي سيقوا إليه قرب غابات منطقة التايغا في روسيا السوفيتية . هناك حيث يتجاور شيوخ ورجال ونساء وأطفال يعتنقون أدياناً مختلفة وينحدرون من أصول متباينة . سيعيش الجميع فصل شتاء صعب في طبيعة ثلجية قاسية وحكومة جديدة .
وسط هذه المعاناة الجسدية والروحية تصبح زليخة على موعد مع مسلسل الفقدان ويصبح الحفاظ على حياتها وحياة من تحب أهم من أي شيء آخر .
- من أجواء الرواية نقرأ :
" هل الذي هناك ، في وسط أنغارا ، في قوقعة خشبية هو يوسف ؟ زليخة تحملق ، تركّز نظرها الحاد كصيّاد . في الزورق يقف فتى يلوّح لها بيديه في يأس – شعره الأسود منبوش ، أذناه في مهب الريح ، يداه اللتان لوحتهما الشمس نحيلتان ، هشّتان ، ركبتاه العاريتان تغطيهما كدمات سوداء : يوسف ذو السبع سنوات ، يرحل عنها ، يبحر ، يودعها . هي تصرخ ، تمدَ يديها ، تفرد كفّيها - يا ولدي ! يلوّح لها ، فتلوّح في ردّها عليه بيديها الاثنتين بقوة ، فاردة ذراعيها بأوسع ما تستطيع ، وباندفاع كأنها على وشك أن تطير .. يبتعد الزورق ، ويصغر – لكن عينيها تريان الفتى بشكل أفضل ، أوضح ، أكثر تحديداً . إنها ستظل تلوّح بيديها إلى أن يختفي وجهه الشاحب خلف التلة الكبيرة . وبعد ذلك ستظل تلوح طويلاً ، ستلوّح طويلاً..." .